بسم الله الرحمن الرحيم
و هي من انشاء و تأليف الفرزدق
كتبها في حق الامام زين العابدين عليه السلام عندما كان يطوف حول الكعبة و عليه ازار و رداء , و كان من احسن الناس و ها و اطيبهم رائحة , بين عينيه سجادة كأنها ركبة غنز , فجعل يطوف فاذا بلغ الى موضع الحجر الأسود تنحى الناس حتى يستلمه هيبة له
فقال الشامي ( هشام بن عبدالملك ) : من هذا يا امير المؤمنين ؟
فقال : لا أعرفه , لئلا يرغب فيه اهل الشام
فقال الفرزدق و كان حاضرا : لكني انا اعرفه , فقال الشامي : من هو يا ابا فارس ؟ فانشا قصيدة ذكر فيها بعضها في الأغاني , و الحلية , و الحماسة , و القصيدة بتمامها :
يا سائلي اين حل الجود و الكرم ؟..... عندي بيان اذا طلا به قدم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... و البيت يعرفه و الحل و الحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم .. هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا الذي احمد المختار والده .. صلى عليه الهي ما جرى القلم
لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه .. لخر يلثم منه ما وطي القدم
هذا علي رسول الله والده .. امست بنور هداه تهتدي الامم
هذا الذي عمه الطيار جعفر .. و المقتول حمزة ليث حبه القسم
هذا ابن سيدة النساء فاطمة .. و ابن الوصي الذي في سيفه النقم
اذا راته قريش قال قائلها .. الى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته .. ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم
و ليس قولك : من هذا ؟ بضاءره .. العرب تعرف من انكرت و العجم
ينمى الى ذروة العز التي قصرت .. عن نيلها عرب الاسلام و العجم
يغضي حياءا و يغضى من مهايته .. فما يكلم الا حين يبتسم
بنجاب نور الدجى عن نور غرته .. كالشمس ينجاب عن اشراقها الظلم
بكفه خيزران ريحه عبق .. من كف اروع في عرنينه شمم
ما قال "لا" قط الا في تشهده .. لولا التشهد كانت لاؤه نعم
مشتقة من رسول الله نبعته .. طابت عناصره و الخيم و الشيم
حمال اثقال اقوام اذا قدحوا .. حلو الشمائل تحلو عنده نعم
ان قال قال بما يهوى جميعهم .. وان تكلم يوما زانه الكلم
هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله .. بجده انبياء الله قد ختموا
الله فضله قدما و شرفه .. جرى بذاك له في لوحه القلم
من جده دان فضل الانبياء له .. و فضل امته دانت لها الامم
عم البرية بالاحسان و انقشعت .. عنها العماية و الاملاق و الظلم
كلتا يديه غياث عم نفعهما .. يستو كفان ولا يعروهما عدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره .. يزينه خصلتان : الحلم و الكرم
لا يخلف الوعد ميمونا نقيبته .. رحب الفناء أريب حين يعترم
من معشر حبهم دين و بغضهم .. كفر و قربهم منجى و معتصم
يستدفع السوء و البلوى بحبهم .. و يستزاد به الاحسان و النعم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم .. في كل فرض و مختوم به الكلم
ان عدا اهل التقى كانو ائمتهم .. ولا يدانيهم قوم و ان كرموا
هم الغيوث اذا ما ازمة ازمت .. و الاسد اسد الشرى و الباس محتدم
يابى لهم ان يحل الذم ساحتهم .. خيم كريم و أيد بالندوى هضم
لا يقبض العسر بسطا من اكفهم .. سيان ذلك ان اثروا و ان عدموا
اين القبائل ليست في رقابهم .. لاولية هذا او له نعم ؟
من يعرف الله يعرف اولية ذا .. فالدين من بيت هذا ناله الامم
بيوتهم في قريش يستضاء بها .. في النائبات و عند الحكم ان حكموا
فجده من قريش في ارومتها .. محمد و علي بعده علم
بدر له شاهد و الشعب من احد .. و الخندقان و يوم الفتح قد علموا
و خيبر و حنين يشهدان له .. وفي قريشة يو صيلم قتم
مواطن قد علت في كل نائبة .. على الصحابة لم اكتم كما كتموا
.................................
فغضب هشام و منعجائزته و قال : ألا قلت فينا مثلهم ؟
قال : هات جدا كجده و ابا كابيه و اما امه حتى اقول فيكم مثلها
فحبسوه بعسفان بين مكة و المدينة فبلغ ذلك المام علي بن الحسين (ع)
فبعث اليه باثني عشر الف درهم و قال ا: اعذرنا يا ابا فارس , فلو كان عندنا اكثر من هذا لوصلناك به
فردها و قال : بحقيعليك لما قبلتها فقد راى الله مكانك و علم نيتك , فقبلها , و جعل الفرزدق يهجو هشاما و هو في الحبس , فكان مما هجاه به قوله :
ايحبسني بين المدينة و التي .. اليها قوب الناس يهوي منيبها
يقلب راسا لم يكن رأس سيد .. و عينا له حولاء باد عيوبها
.............................